الجمعة، 17 أكتوبر 2014

شبهة ياسارية الجبل

قصٌة " يا سَارية الجَبل " صَحيحة وليسَ فيها ما يتوهٌمه الصٌوفية والرافضة
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ج 3 / ص 101 ر 1110 : حول قصة - " يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل "
رواه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 215 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم رجلا يقال له سارية ، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة فقال : فذكره . فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة و بينهما مسيرة شهر .

قلت : و أيوب بن خوط متروك كما في " التقريب " . لكن رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 3 / 2 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 181 / 1 - مخطوطة حلب ) من طرق عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع به نحوه . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 7 / 6 / 1 ) و ( 13 / 63 / 2 ) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 - 29 ) إلا أنهما قالا : عن نافع عن ابن عمر أن عمر ... و زادا في آخره و كذا البيهقي : " قال ابن عجلان : و حدثني إياس بن قرة بنحو ذلك " ، و قال الضياء : " قال الحاكم ( يعني أبا عبد الله ) : هذا غريب الإسناد و المتن لا أحفظ له إسنادا غير هذا " .

وذكره ابن كثير في " البداية " ( 7 / 131 ) فقال : " و قال عبد الله بن وهب .... " مثل رواية " الضياء " و لفظه : فجعل ينادي : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ثلاثا . ثم قدم رسول الجيش ، فسأله عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا ، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا : يا سارية الجبل ثلاثا ، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله . قال : فقيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك . ثم قال ابن كثير : " و هذا إسناد جيد حسن " . و هو كما قال ، ثم ذكر له طرقا أخرى و قال : " فهذه طرق يشد بعضها بعضا " .

قلت : و في هذا نظر ، فإن أكثر الطرق المشار إليها مدارها على سيف بن عمر والواقدي و هما كذابان ، و مدار إحداها على مالك عن نافع به نحوه . قال ابن كثير : " في صحته من حديث مالك نظر " . و رواه ابن الأثير في " أسد الغابة " ( 5 / 65 ) عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له في خطبته أنه قال : يا سارية بن حصن الجبل الجبل ، من استرعى الذئب ظلم فتلفت الناس بعضهم إلى بعض فقال علي : صدق و الله ليخرجن مما قال ، فلما فرغ من صلاته قال له علي : ما شيء سنح لك في خطبتك ؟ قال : و ما هو ؟ قال : قولك : يا سارية الجبل الجبل ، من استرعى الذئب ظلم ، قال : و هل كان ذلك مني ؟ قال : نعم و جميع أهل المسجد قد سمعوه ، قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم ، وأنهم يمرون بجبل ، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا و إن جازوا هلكوا ، فخرج مني ما تزعم أنك سمعته . قال : فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول : يا سارية بن حصن الجبل الجبل ، قال : فعدلنا إليه ففتح الله علينا .

قلت : و هذا سند واه جدا ، فرات بن السائب ، قال البخاري : " منكر الحديث " .

و قال الدارقطني و غيره : " متروك " ، و قال أحمد " قريب من محمد بن زياد الطحان ، يتهم بما يتهم به ذاك " . (1)

فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان و ليس فيه إلا مناداة عمر " يا سارية الجبل " و سماع الجيش لندائه و انتصاره بسببه .

و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس ذلك بغريب عنه ، فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش ، و أنه رآهم رأي العين ، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل ، كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في الصدور . و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله عز وجل يقول في كتابه : *( عالم الغيب ، فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )* .

فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم .

على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا ، فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا ، فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج ، و يضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري ، فتمطر و للأرض : أنبتي نباتك فتنبت ، و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة .


ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد " أغسطس " من السنة السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان : " هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس " ص 23 قصة " فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها ، وبعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع ، و أخذت الفتاة تذرع غرفتها في اضطراب ، و هي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " و لكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ؟ و بعد أربعة أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها : " ماذا حدث ؟ لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك تصيحين قائلة : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " .

و كان تاريخ الرسالة متفقا مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها " . و في المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ " التخاطر " و " الاستشفاف " ويعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر رضي الله عنه ، التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لا يعقل ! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر ، بينما نجد غير هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على الغيب ، و الكل مخطئ . فالقصة صحيحة ثابتة و هي كرامة أكرم الله بها عمر ، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به و لكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة والرافضة من الاطلاع على الغيب ، و إنما هو من باب الإلهام ( في عرف الشرع ) أو ( التخاطر ) في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما ، فقد يصيب كما في هذه الحادثة و قد يخطئ كما هو الغالب على البشر ، و لذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة ، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا و كانوا يتقون )* .

و لقد أحسن من قال :
إذا رأيت شخصا قد يطير و فوق ماء البحر قد يسير *** و لم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج و بدعي
إذا رأيت شخصا قد يطير و فوق ماء البحر قد يسير
و لم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج و بدعي


شبهة مخالفة عمر للرسول ووافقه ثلاث ايات

((( مخالفة عمر للرسول وان عمر وافق ربه بثلاث ايات )))

يقول التيجاني (( ومن أمعن النظر في مثل هذه الرواية فسيجدهم ينزلون أنفسهم فوق منزلته ويعتقدون بأنه يخطئ ويصيبون، بل إن هذا يستتبع تصحيح بعض المؤرخين لأفعال الصحابة حتى لو خالفت فعل النبي أو إظهار بعض الصحابة بمنزلة من العلم والتقوى أكثر من رسول الله (ص) كما حصل ذلك عندما حكموا بأن النبي أخطأ في قضية أسرى بدر وأصاب عمر بن الخطاب، ويروون في ذلك روايات مكذوبة بأنه (ص) قال: لو أصابنا الله بمصيبة لم يكن ينج منها إلا بن الخطاب ))

أقول:

1 ثبت في الصحيح أن عمر قد وافقه ربه في عدة أمور فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال (( قال عمر: وافقتُ ربي في ثلاث: فقُلتُ يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى }. وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلِّمهن البرُّ والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهنَّ: عسى ربه إن طلَّقكنَّ أن يُبدلَهُ أزواجاً خيراً منكُنَّ فنزلت هذه الآية ))(10)
 وأخرجه البخاري في موضع آخر بلفظ (( قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمّهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، فدخلتُ عليهن، قلت: إن انتهيتُنَّ أو ليبدِّلنّ الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيراً منكن، حتى أتيت إحدى نسائه قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظُ نساءه، حتى تعظهنّ أنت؟ فأنزل الله { عسى ربُهُ إن طلَّقكنّ أن يبدِّله أزواجاً خيراً منكنَّ مُسلِمات }. الآية ))
 أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر قال (( قال عمر: وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر ))
وأخرج أيضاً عن عمر من حديث طويل ((... قال ابن عباس: فلما أسروا الأُسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأُسارى؟ فقال أبو بكر يا نبي الله! هم بنوا العمّ والعشرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكّنا فنضرب أعناقهم، فمتُكّن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتُمكّني من فلان ( نسيباً لعمر ) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوِي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهْوَ ما قلتُ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت يارسول الله: أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيتُ لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض عَليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة ( شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم ) وأنزل الله عز وجل { ما كان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً } ، فأحلّ الله الغنيمة لهم ))
وهذه الروايات كما ترى ثابته وصحيحة وإذا قال عنها التيجاني روايات مكذوبة فليُظهر ذلك بالدليل الواضح، لا بالجهل الفاضح والعقل الخرب، وهذه الروايات لا تعني أبداً أن بعض الصحابة عندهم من العلم والتقوى أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول يجتهد في بعض الأمور التي لم ينزل بها الوحي، بحسب المصلحة وليس كل ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر وحياً كما صلّى على رأس المنافقين عبد الله بن أبي فقال له عمر(( يا رسول الله تصلّي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما خيرني ربي فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة } وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } ))
وهذا الأمر ثابت بالكتاب، كما هو واضح، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سَوْقه الهدْي في حجة الوداع (( لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما أهديت، ولولا أن معي الهدْي لأحللت ))
وأيضاً عندما رجع لرأي زوجتاه عائشة وحفصة عندما حلف أن لا يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فأنزل الله قوله { يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاتَ أَزواجك والله غفور رحيم } ( التحريم 1) فلو كان كل ما يقوم به عن طريق الوحي لما نزل القرآن يبين له هذه الأمور وليس أن يوافق الله في حادثة أو أكثر أحد الصحابة يُعتبر هذا إنقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم أو أن بعض الصحابة يملكون علماً أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول ذلك إلا من هو أجهل الناس بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أن النبي كان يستشير أصحابه في كثير من الأمور التي لم ينزل بها الوحي كما في قضية الأسرى.

2 إذا كانت هذه الروايات باطلة فلماذا يحتجُّ بها إخوانك من الرافضة الأثني عشرية، فقد ردَّ الدكتور علاء الدين القزويني على الدكتور موسى الموسوي في كتابه ( الشيعة والتصحيح ) محتجاًّ عليه بحديث أنس فقال (( ولهذا جاء عن أنس بن مالك وهي رواية عمر الذي يقول فيه وافقت ربي في ثلاث أنه قال، قال عمر: بلغني بعض ما أذين رسول الله (ص) نساؤه، فدخلت عليهنّ، فجعلت أستقريهنّ وأعظهُن، فقلت فيما أقول: لتنتهينّ أو ليبدلنه الله خيراً منكنّ حتى أتيت على زينب فقالت: يا عمر ما كان في رسول الله (ص) ما يعظ نساءه حتى تعظنا أنت، فأنزل الله تعالى { عسى ربه إن طلّقكن ...} )) ثم يذكر عدة روايات أخرى عن عمر ويقول (( هذه جملة من روايات الصحاح ))
 والغريب في هؤلاء الرافضة أنهم عندما يحتجّون على أهل السنة ببعض الأحاديث يحللونها، فمرة تكون عندهم صحيحة ولكنها قابلة في الوقت ذاته لكي تصبح ضعيفة، فإذا ظنوا أن فيها مدحاً لصحابي يحوّلونها إلى رواية ضعيفة تلقائياً، ولعل هذا الأمر هو الذي يفسّر كيف أن الحديث الذي يحتج به التيجاني على أهل السنة من كتبهم فيما يظنّه طعناً في صحابي يصبح صحيحاً، وأي حديث يظن أن فيه مدحاً لصحابي يتحول إلى حديث مكذوب وغير مقبول شرعاً وعقلاً! وحسب خبرتي فإني أرجع الفضل في هذا التّلون إلى معمل التحليل الحديثي التابع للمحلل التيجاني!؟

3 يبدو أن التيجاني منزعج ومتأثر بهذا الضلال الذي ينفثه أهل السنة بين الناس (!) فإنهم يدّعون أن بعض أفعال الصحابة خير من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن بعضهم بمنه عليه وسلم وأصحابه الكرام بمصيبة! وليس كذلك فقط فالمصيبة يقع بها النبي صلى الله عليه وسلم وجميع أصحابه أللهم إلا عمر !؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول التيجاني ( والعياذ بالله ) (( .. وكأن لسان حالهم يقول: لولا عمر لهلك النبي (والعياذ بالله )! من هذا الاعتقاد الفاسد المشين الذي لا قبح بعده، ولعمري أن الذي يعتقد هذا الاعتقاد هو بعيد عن الإسلام بعد المشرقين ويجب عليه أن يراجع عقله أو يطرد الشيطان من قلبه، قال الله تعالى { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } )) أقول:

إذن هذا هو حكم التيجاني فيمن يعتقد ذلك الاعتقاد، وحتى أزيده هدايةً سأضطر لكي أكشف عن الذي يرفع بعض الصحابة عن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرهم بمنزلة من العلم والتقوى أكثر منه صلوات ربي وسلامه عليه، يورد ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) الذي يعتبر في منزلته كالبخاري عند أهل السنة على أن عليّ بن أبي طالب كان كثيراً ما يقول (( أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصاء والميْسَم لقد أقرّت لي جميع الملائكة والروح والرسلُ ِبمثل ما أقرُّوا به لمحمد صلى الله عليه وسلم ولقد حُملتُ على مثلِ حمُولَته وهيَ حمُولةُ الرّب ولقد أُعطِيتُ خِصالاً ما سبقني إليها أحدٌ قبْلي، عُلِّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصْل الخِطاب فلم يفُتْني ما سبقني ولم يَعْزُب عنَّي ما غاب عنَّي، ابشِّر بإذنِ الله وأُؤَدّي عنه، كل ذلك من الله مكّنني فيه بعِلْمه ))
ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا ( أبناء ) عليّ أعظم من أنبياء الله!؟ فيورد إمامهم محمد فروخ الصفار في كتابه ( فضائل أهل البيت ) عن عبد الله بن الوليد قال (( قال لي أبو عبد الله (ع): أيّ شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع) قلت: يقولون: إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (ع) قال فقال: أيزعمون أنّ أمير المؤمنين (ع) قد علم ما علم رسول الله (ص) قلت نعم ولكن لا يقدّمون على أولو العزم من الرسل أحداً قال أبو عبد الله (ع) فخاصمهم بكتاب الله قال قلت: وفي أيّ موضع منه أخاصمهم قال: قال الله تعالى لموسى { وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء علماً } إنه لم يكتب لموسى كلّ شيء، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى { ولأبيّن لكم بعض الذي تخْتلفون فيه } وقال الله تعالى لمحمد (ص) { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } ))
وعن أبي عبد الله وهو جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب!! قال (( إن الله خلق أولو العزم من الرسل وفضّلهم بالعلم، وأورثنا علمهم وفضّلهم، وفضّلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله (ص) ما لم يعلموا وعلّمنا علم الرسول (ص) وعلمهم ))!!؟

وبعد ذلك لا يسعني إلا أن أتقدم بأحرّ التعازي للدكتور التيجاني على هدايته للباطل انتهى

شبهة لا نقول قال رسول الله حتى قبض عمر

الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 602 )

- قال محمد بن يحيى الذهلي : حدثنا محمد بن عيسى : أخبرنا يزيد بن يوسف ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : ما كنا نستطيع أن نقول : قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر (ر) ، كنا نخاف السياط

الرواية لاتصح وهذا البيان

تقريب التهذيب ص606
يزيد بن يوسف الرحبي بفتح الراء والمهملة بعدها موحدة الصنعاني صنعاء دمشق ضعيف

وفيه صالح بن ابي الاخضر قال الذهبي المغني في الضعفاء 1/302 لينه البخاري وغيره وقال ضعيف
وفي رواياته عن الزهري أوابد
وقال ابو زرعة وأما صالح فعنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا وكان لا يعرف هذا من هذا. تهذيب التهذيب 4/333
وقال بن حبان - المرجع السابق - يروي عن الزهري أشياء مقلوبة روى عنه العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري بما وجد عنده مكتوبا فلم يكن يميز هذا من ذاك ومن اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع .

قال ابن معين : ليس بثقة قد رأيته .
وقال ابو حاتم : لم يكن بالقوي .
وقال النسائي : متروك .
وقال صالح جرزة : تركوا حديثه .
وقال ابن عدي : مع ضعفه يكتب حديثه .


ميزان الاعتدال ج 7 ص 267 طبعة دار الكتب العلمية . بيروت - لبنان

شرب النبيذ والتوضؤ به

يتهم الرافضة أهل السنة بالطعن في الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يشرب النبيذ ويتوضأ به علما إن النبيذ لا إشكال فيه فهو ماء منقوع فيه تمرات فهو حلال إلا إذا تخمر فيصبح حرام أما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم به فالروايات عند أهل السنة ضعيفة سندا ومتنا. وهنا جولة في كتب الرافضة


ولا بأس بالتوضوء بالنبيذ لان النبي صلى الله عليه وآله قد توضأ به وكان ذلك ماء قد نبذت فيه تميرات وكان صافيا فوقها فتوضأ به، فإذا غير التمر لون الماء لم يجز الوضوء به والنبيذ الذي يتوضأ وأحل شربه هو الذي ينبذ بالغداة ويشرب بالعشي، أو ينبذ بالعشي ويشرب بالغداة. فإن اغتسل الرجل في وهدة وخشي أن يرجع ما ينصب عنه إلى الماء الذي يغتسل منه أخذ كفا وصبه أمامه وكفا عن يمينه وكفا عن يساره وكفا من خلفه واغتسل منه. كتاب من لا يحضره الفقيه ج1 ص15


أن الصدوق (ره) في الفقيه قال ولا بأس بالتوضي بالنبيذ لان النبي (صلى الله عليه وآله) قد توضأ به وكان ذلك ما قد نبذ فيه تميرات وكان صافيا فوقها فتوضأ به فإذا غير التمر لون الماء لم يجز التوضي به انتهى. كتاب مشارق الشموس الخوانساري ج1 ص185


صحيحة أبي بكر الحضرمي قال " قلت لابي عبد الله عليه السلام: أصاب ثوبي نبيذ أأصلي فيه؟ قال: نعم قلت: قطرة من نبيذ قطر في حب أشرب منه؟ قال: نعم إن أصل النبيذ حلال، وأصل الخمر حرام ......ولا محيص عن حمل قوله عليه السلام: " أصل النبيذ حلال " الخ على حلية نفس النبيذ وحرمة نفس الخمر، وإلا فما يؤخذ منه الخمر حلال بالضرورة إلا أن يراد من الاصل حال الغليان قبل صيرورته خمرا، وهو كما ترى. ولا تدل على مطلوبهم إن جعلت علة للاخيرة، فانها قرينة على أن المراد من النبيذ في الفقرة المتقدمة قسم الحلال منه، ولا يبعد شيوع النبيذ الحلال في تلك الازمنة بحيث كان اللفظ منصرفا إليه. ولهذا ترى في بعض الروايات تقييده بالمسكر، وفي بعضها سئل عنه بلا قيد، فأجاب بأنه حلال، كرواية الكلبي النسابة " أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن النبيذ فقال: حلال. كتاب الطهارة للخميني ج3 ص 179- 180


وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: استأذنت لبعض أصحابنا على أبي عبد الله عليه السلام فسأله عن النبيذ فقال: حلال، فقال: إنما سألتك عن النبيذ الذي يجعل فيه العكر فيغلى ثم يسكن  فقال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل مسكر حرام. كتاب وسائل الشيعة ج 25ص355

1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير قال سمعت رجلا وهو يقول لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول في النبيذ فإن أبا مريم يشربه ويزعم أنك أمرته بشربه؟ فقال: صدق أبو مريم سألني عن النبيذ فأخبرته أنه حلال ولم يسألني عن المسكر، قال: ثم قال عليه السلام: إن المسكر ما اتقيت فيه أحدا سلطانا وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام، فقال له الرجل: جعلت فداك هذا النبيذ الذي أذنت لابي مريم في شربه أي شئ هو؟ فقال: أما أبي عليه السلام فإنه كان يأمر الخادم فيجيئ بقدح ويجعل فيه زبيبا ويغسله غسلا نقيا ثم يجعله في إناء ثم يصب عليه ثلاثة مثله أو أربعة ماء ثم يجعله بالليل ويشربه بالنهار ويجعله بالغداة ويشربه بالعشي، وكان يأمر الخادم بغسل الاناء في كل ثلاثة أيام كيلا يغتلم فإن كنتم تريدون النبيذ فهذا النبيذ. كتاب الكافي ج6 ص415

(الحديث الأول)
 (6): موثق.
 مرآة العقول للمجلسي ج22 ص275


شبهة يجبنهم ويجبنونه

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِلَى عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْطَلَقَ، فَرَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَيُجَبِّنُونُهُ ".

قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

ويحتج الرافضة بتصحيح الحاكم رحمه الله للحديث

وكما يعلم الجميع ما قيل في تصحيح الحاكم لأحاديث المستدرك وعدم الاعتداد بها
لكننا سنتطرق إن شاء الله لإسناد الحديث لمعرفة هذه القصة التي يفرح بها الرافضة جدا 
ونقول :
الحديث بهذا اللفظ لا يصح أبدا وفيه :
1-
القاسم بن أبي شيبة: متروك الحديث

ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والدارقطني وابن عدي والعجلي 
وزكريا بن يحيى الساجي وقال :" متروك الحديث ، يحدث بمناكير"
وقال الذهبي رحمه الله :" متروك وشيخه ضعيف"

2-
يحيى بن يعلى : ضعيف
ضعفه أبو حاتم الرازي والعقيلي وابن حبان 
قال ابو بكر البزار : "يغلط في الأسانيد"
قال البخاري رحمه الله : " مضطرب الحديث"
وقال يحيى بن معين : " ليس بشيء"
وقال الذهبي : " ضعيف"
وذكره الحافظ في التقريب وقال : " ضعيف شيعي "

وايضاً جاءت من طريق نعيم بن حكيم عن ابي مريم

المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 37 - 38
( أخبرنا ) أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا نعيم بن حكيم ، عن أبي [ مريم ] (1) الحنفي ، عن علي رضي الله عنه ، قال : سار النبي صلى الله عليه وآله إلى خيبر فلما اتاها ( بعث عمر رضى الله تعالى عنه وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا ان هزموا عمر وأصحابه فجاؤوا يجبنونه ويجبنهم فسار النبي صلى الله عليه وآله ..الحديث . 


الحاكم اخطأ بقوله نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي الثقه والصواب : [ نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي 
والثقفي هذا مجهول من الثانيه 
وقال الدارقطني - كما في "التهذيب" (12/233-الهند) - : [ أبو مريم الثقفي عن عمار "مجهول" ] . انتهى .

قال ابن حبان في "الثقات" [قيس المدايني أبو مريم يروى عن على بن أبى طالب وعمار بن ياسر روى عنه عبد الملك بن حكيم ] .
ومما يؤكد أن الذي يروي عنه نعيم بن حكيم هو : (( أبو مريم الثقفي )) :
مصنف ابن أبي شيبة (1/394/4530-الحوت) : [ ……… نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي قال : صلى بنا الحسن بن علي المغرب ] . انتهى 

نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وفيه لين. قال ابن الجوزي « نعيم بن حكيم يروي عن أبي مريم قال الأزدي أحاديثه مناكير (الضعفاء والمتروكون3/164